کد مطلب:168010 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

لقاء الامام مع عمرو بن لوذان
قال الطبری: (..ثمَّ سار حتّی مرّ ببطن العقبة فنزل بها، قال أبومخنف: فحدّثنی لوذان أحد بنی عكرمة أنّ أحد عمومته سأل الحسین علیه السلام: أین ترید؟ فحدّثه، فقال له: إنّی أُنشدك اللّه لما انصرفتَ، فواللّه لاتقدم إلاّ علی الاسنّة وحدّ السیوف! فإنّ هؤلاء الذین بعثوا إلیك لوكانوا كفوك مؤنة القتال ووطّاءوا لك الاشیاء فقدمّتَ علیهم كان ذلك رأیاً، فأمّا علی هذه الحال التی تذكرها فإنّی لاأری لك أن تفعل!

قال: فقال له:

یا عبداللّه، إنّه لیس یخفی علیَّ الرأیُ ما رأیتَ! ولكنّ اللّه لایُغلب علی أمره!

ثمّ ارتحل منها.). [1] .

وفی روایة الارشاد أنّ هذا الشیخ من بنی عكرمة یقال له: عمرو بن لوذان، وفیها أیضاً أنّ الامام علیه السلام قال له: یا عبداللّه، لیس یخفی علیَّ الرأی! وإنّ اللّه لایُغلب علی أمره!

ثم قال علیه السلام:واللّه لایدعونی حتی یستخرجوا هذه العلقة من جوفی! فإذا فعلوا سلّطاللّه علیهم من یُذلّهم حتی یكونوا أذلّ فرق الامم! [2] .


أمّا الدینوری فروی هذا اللقاء هكذا: (فسار حتّی انتهی إلی بطن العقیق، [3] فلقیه رجل من بنی عكرمة، فسلّم علیه وأخبره بتوطید ابن زیاد الخیل ما بین القادسیة إلی العُذَیْب [4] رصداً له! ثمّ قال له: إنصرف بنفسی أنت! فواللّه ماتسیر إلاّ الی الاسنّة والسیوف! ولاتتكلنّ علی الذین كتبوا إلیك، فإنّ أولئك أوّل الناس مبادرة إلی حربك!

فقال له الحسین: قد ناصحت وبالغت، فجُزیت خیراً!

ثمّ سلّم علیه ومضی..). [5] .


[1] تأريخ الطبري، 3:303.

[2] راجع: الارشاد: 205.

[3] الظاهر أنّ بطن العقيق جاءت بدلاً من بطن العقبة اشتباهاً من النّساخ، وإلاّ فيكون الامام عليه السلام حسب سياق متابعة الدينوري لمسيره قد رجع باتجاه مكّة بعد منطقة زبالة، ذلك لانّ وادي العقيق أقرب إلي مكّة، وفيه ثلاثة مواضع هي: ذات عرق، وغمرة، والمسلخ، وذات عرق هي المنزل الرابع الذي مرَّ به الامام حسب متابعتنا لاهم منازل الطريق وهي تبعد عن مكّة مرحلتين أي حوالي (92 كم).

[4] وهو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال، وقيل: هو وادٍ لبني تميم، وهو من منازل حاج الكوفة (راجع: معجم البلدان، 4:92).

[5] الاخبار الطوال: 248.